صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


صور| شينمو.. دور سينما خاصة بالمكفوفين في الصين

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 16 أغسطس 2023 - 07:41 م

 مشاهدة الأفلام من أشكال الترفيه الأساسية والسهلة للأشخاص العاديين في الحياة اليومية، ولكن بالنسبة لذوي الإعاقة البصرية، فإن ذلك يكاد يكون مستحيلاً وتوجد في بكين عاصمة الصين، دار سينما خاصة تعرض أفلاما للمكفوفين وضعاف البصر وقد تتساءلون كيف يشاهد المكفوفون الأفلام؟ للإجابة على هذا السؤال، سنأخذكم اليوم إلى هذه السينما المميزة لمشاهدة فيلم مع المكفوفين.

في الساعة 8:30 في بداية فصل الربيع في بكين، كان معدل الحرارة حوالي 5 درجات فقط جاء الموظفون إلى السينما مبكراً لإتمام استعداداتهم قبل عرض الفيلم، كما خصصوا أشخاصا لاستقبال الأصدقاء ضعاف البصر والمكفوفين الذين جاءوا لمشاهدة الفيلم، عند مخارج محطات مترو الأنفاق والحافلات القريبة.

دو باوباو، شاب كفيف يبلغ من العمر 23 عامًا، كان أول من وصل استغرق الطريق ساعة ونصفا للوصول من منزله إلى هنا بالحافلة ، انطلق في الساعة السادسة ونصف صباحا خشية الاختناقات المرورية. لا الطقس البارد ولا المسافة الطويلة يمكن أن يوقفا حماسته للاستمتاع بالأفلام.

"من خلال المشاركة في هذا النشاط، يمكنني معرفة المزيد من المعلومات. لا يمكنني فقط الاستمتاع بأحدث الأفلام هنا، ولكن يمكنني أيضًا مقابلة بعض الأصدقاء. اعتدت الانسحاب ، ولكن أصبحت الآن اجتماعيا إلى حد ما بفضل المجيء إلى هنا. أشعر كأنني في بيتي هنا ".

وفقا لتقرير "CGTN" العربية فإن دار السينما التي وصفها الصبي الكفيف دو باوباو بانها "المنزل" الآن، تسمى "سينما شينمو"، وهي أول دار سينمائية لذوي الإعاقة البصرية في الصين. مؤسسها يدعى وانغ ويلي وذات مرة، وصف لصديق له مكفوف فيلم"Terminator" ، وأعجب صديقه بالفيلم وتأثرا كثيرا وعانقه وهو سعيد جدا حتى إنه ذرف الدموع. أثر هذا الموقف على قلب وانغ ويلي كثيراً، وقرر منذ تلك اللحظة التخلي عن عمله السابق كرجل أعمال وتكريس حياته كلها للأنشطة الخيرية للمعاقين.

وبفضل جهوده ومساعدة الناس المهتمين بالمعاقين في المجتمع، تأسست " سينما شينمو" رسميًا في عام 2005، ومعنى "شينمو" في اللغة الصينية "عين القلب".
منذ ذلك الحين، تعرض " سينما شينمو" فيلمًا للمكفوفين كل يوم سبت في الساعة 9:30 صباحًا، وعرضت حتى اليوم أكثر من ألف فيلم.

وصباح كل يوم سبت، يأتي متطوعون متحمسون إلى هنا لمساعدة المكفوفين الذين يأتون لمشاهدة الأفلام. تقول المتطوعة تان شويه لنا إنها تواظب على هذا العمل التطوعي منذ عشر سنوات.

"هذا العام هو العام العاشر الذي أعمل فيه كمتطوعةلم أكن متزوجة عندما عملت هنا لأول مرة كمتطوعة. الآن طفلي في المدرسة الابتدائية. في كل عطلة له آخذه هنا للمشاركة في الخدمات التطوعية. هذا أيضا نوع من التعليم، حيث نعلم الجيل الجديد الاهتمام بالأصدقاء المكفوفين، وبكل المجموعات الضعيفة في المجتمع."

في الساعة 9:30 صباحًا، أصبحت " سينما شينمو " ممتلئة بالحضور، حيث ينتظر ضعاف البصر بصبر بدء الفيلم
وبسبب عدم قدرتهم على الإبصار لا يمكن للمكفوفين إلا التركيز على الاستماع إلى وصف الراوي، يتخيلون المشاهد مع متابعة الحبكة التي يشرحها المتطوع، وهو أمر صعب للغاية بالنسبة للواصف. ومن أجل وصف فيلم جيدا، يجب عليه مشاهدة الفيلم أكثر من مرة، وإضافة السرد والتفاصيل وفقًا لتطور القصة والمشهد، ثم إعادة سرده ووصفه مرات كثيرة. ومن المطلوب أيضًا أن يتطابق كلام الراوي وعواطفه وسرعة السرد مع إيقاع الفيلم. وقال الراوي تشانغ ونهاو
" في البداية كنت متوترا جدا، وشعرت بضغط كبير كنت أكتب نصوصاً وأتدرب على الوصف والشرح كل يوم عندما أعود إلى المنزل من العمل، أحاول نقل المعلومات بدقة. لاحظت اليوم أن الأصدقاء المكفوفين ضحكوا عندما تحدثت عن بعض المشاهد الكوميدية في الفيلم، وأنا أيضًا سعيد جدًا ولدي شعور بالإنجاز، وسأثابر وأستمر في هذا العمل التطوعي."

في الساعة 11:20 صباحًا، انتهى الفيلم بتصفيق حار من المشاهدين ذوي الإعاقة البصرية، ومن التعبيرات السعيدة على وجوههم، يمكننا أن نشعر بعدم اكتفائهم وترددهم في المغادرة أرى أن وصف المتطوع اليوم جيد جدا لقد شرح جميع جوانب الحبكة بدقة مشاهدة الأفلام هنا جعلتني أعرف الكثير من الأشياء التي لم أكن أعرفها من قبل.

"نحن المكفوفين لا نحتاج إلى الرعاية في الحياة فحسب، بل نحتاج أيضًا إلى تحديث المعلومات، وفتحت هذه السينما لنا عالماً جديداً تماما، ويمكن القول بان الحياة هي فيلم".

ووفقا لتقرير "CGTN" العربية قال وانغ ويلي ، مؤسس " سينما شينمو " إنه وأصدقاءه أقاموا خلال السنوات الماضية، علاقة وثيقة مع ذوي الإعاقة البصرية كأقارب وأصدقاء، ويعتبرون هذه الروابط معهم مسؤولية كبيرة جعلتهم يستمرون إلى اليوم.

"أعتقد أنه من المهم جدًا للأصدقاء المكفوفين التعويض عن هذه المعلومات حتى يتمكنوا من دخول المجتمع على قدم المساواة. لذلك في المستقبل لا نسعى إلى تحسين سينما شينمو ونجعلها أكثر حداثة وأكثر اجتماعية فقط، بل نعمل ايضًا على تعميم هذا النموذج لكل أنحاء البلاد، كما نخطط لإنشاء مكتبة بالصوت للمكفوفين لتوفير المزيد من المعلومات للأصدقاء المكفوفين، حتى يتمكنوا من الحصول على المعلومات بسهولة مثل الأشخاص المبصرين ".

وفقا للإحصاءات، فإن عدد المكفوفين وضعاف البصر في الصين وصل إلى 17 مليونا، ويمثل الحصول على المعلومات المرئية أكبر احتياج بالنسبة لهم. ومع الجهود الدؤوبة التي يبذلها وانغ ويلي والمتطوعون، وقعت " سينما شينمو " اتفاقيات تعاون استراتيجي مع شركات باير وبولي وستاربكس وتلفزيون الصين المركزي والبنك الزراعي الصيني وغيرها من المؤسسات المحلية والأجنبية لتقديم خدمات ثابتة للمعاقين بصريًا. وقد انتشر هذا النموذج إلى أكثر من 20 مدينة في الصين، وتم إنشاء العشرات من دور السينما الخاصة للمكفوفين.

أجمل طريقة لتدفئة قلوب الناس هي إتاحة الفرصة لهم ليعيشوا تجارب غير مسبوقة. وبالنسبة للمعاقين بصريًا، ليس هناك أكثر إثارة من تجربة هذا العالم الملون والمفعم بالحيوية. إن" سينما شينمو " محطة لهم للتواصل والترابط مع العالم، ومرفأ لراحة قلوبهم، وبيت مليء بالحب.


سينما للمكفوفين في الصين

سينما للمكفوفين في الصين

سينما للمكفوفين في الصين

سينما للمكفوفين في الصين

سينما للمكفوفين في الصين

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة